بسم الله الرحمن الرحيم
حين يساء فهم الدين
حين يساء فهم الدين و تبقى مظاهره
تصبح العبادة عادة، و الصلاة حركات
و الصوم جوعاً، و الذكر تمايلاً
و الزهد تحايلاً، و الخشوع تماوتا
و العلم تجملاً، و الجهاد تفاخرا
و الورع سخفا، و الوقار بلادة
و الفرائض مهملة، و السنن مشغلة
و حينئذٍ يرى أدعياء الدين، عسف الظالمين عدلا
و باطلهم حقاً
و صراخ المستضعفين تمردا
و مطالبتهم بحقهم ظلما
و دعوة الإصلاح فتنة
و الوقوف في وجه الظالمين شرّا
و حينئذٍ تصبح حقوق الناس مهدرة
و أباطيل الظالمين مقدسة
و تختل الموازين
فالمعروف منكر
و المنكر معروف
و حينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء
و قطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين
و الطغاة باسم تحرير الشعب
و الدجالون باسم الهداية و الإصلاح
و الملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب
المصدر : كتاب دروس من الحياة
للدكتور: مصطفى السباعي