في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعم مساهمة ووجود المرأة بصورة فاعلة في كافة الميادين تم مؤخراً إعطاؤها صفة اعتبارية بمجلس الشورى بعد عدد من المشاركات بالرأي والاستشارة في عدد من المواضيع التي تخص المرأة في أسرتها وعملها، ومجتمعها، حيث تم تشكيل لجنة استشارية نسائية بالمجلس مكونة من ست مستشارات جميعهن أكاديميات ومتخصصات في مجالات مختلفة وهن الدكتورة وفاء بنت محمود طيبة أستاذة علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز، والدكتورة أميمة بنت أحمد الجلاهمة، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالدمام، والدكتورة بهيجة بنت بهاء عزي الأمينة العامة للهيئة العالمية للمرأة والأسرة برابطة العالم الإسلامي ومديرة اللجنة النسائية بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بجدة. والدكتورة نورة بنت عبدالرحمن اليوسف وكيلة قسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود، والدكتورة نورة بنت عبدالله العدوان عضو هيئة التدريس بقسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الملك سعود والدكتورة نهاد بنت محمد الجشي رئيسة وحدة العناية المركزة للأطفال بالدمام. وذلك بعد إنشاء «لجنة وطنية عليا دائمة» متخصصة في شؤون المرأة حيث تعمل على إعداد لائحة لعمل المرأة حسب خصوصية المجتمع السعودي. ويستعان برأيها كلجنة استشارية للمجلس عندما تكون القضية المطروحة أمامه للنقاش تخص المرأة. وتدعى عضوات اللجنة «مستشارات شؤون المرأة»، كما أنها لجنة غير مستقلة عن رئيس مجلس الشورى بل تابعة له في كل شؤونها.
ويتحدث مدير العلاقات العامة والإعلام الأستاذ عبدالرحمن الصغير عن الجهاز الاستشاري النسائي في المجلس قائلاً: منذ نشأة مجلس الشورى ومع بداية دوراته والمرأة السعودية تشارك برأيها وذلك بدعوة تكون من لجان المجلس المتخصصة حيث يتم طلب إبداء الرأي والمشورة من بعض النساء المتخصصات والأكاديميات في بعض الموضوعات التي لها علاقة في بعض القضايا المتعلقة بالمرأة، والطفل، والأسرة بشكل عام ومن تلك الموضوعات التي تمت فيها مشاركات نسائية في تاريخ مجلس الشورى التقرير السنوي للرئاسة العامة لتعليم البنات للعامين الماليين1416/1417ه و1417/1418ه - والقبول في الجامعات بهدف توسيع فرص القبول فيها - التقاعد المبكر للموظفات وحالات عمل المرأة - والتقرير السنوي للديوان العام للخدمة المدنية للعام المالي 1416/1417ه - ومشاركة بشأن الانضمام إلى المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان - وغلاء المهور، وذلك عبر لجان متخصصة بالمجلس مثل لجنة الشؤون الإسلامية وحقوق الإنسان ولجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي ولجنة الشؤون الاجتماعية والصحية والأسرة.
كما كان للنساء تواجد في اجتماعات المجلس مع بعض الوفود والزائرين من الخارج كالاجتماع مع «جون فرايزار» عضو البرلمان الكندي وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد البرلماني الدولي، والاجتماع الذي كان مع «زوري روزمنت» نائبة رئيس مجلس الشيوخ في «غواتيمالا» وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد البرلماني الدولي.
بالإضافة إلى حضور المرأة للاستماع في جلسات مجلس الشورى وقد حضر وفود من عدد من المدارس المتوسطة والثانوية والجامعية وبعض الباحثات والأكاديميات والإعلاميات.
وأشار الأستاذ الصغير إلى أن هناك موضوعات يدرسها المجلس ولازالت لديه وهي ذات علاقة مباشرة بالمرأة وستشارك فيها المستشارات وهي دراسة اقتراح إنشاء لجنة وطنية للأسرة والقواعد المتعلقة بها وتعديل المادة (الأولى) من اللائحة الأساسية لدور الملاحظة الاجتماعية بحيث يتم رفع سن القبول بها إلى اثنتي عشرة سنة بدلاً من سبع سنوات.
نحو تمكين المرأة
وقد التقينا بمستشارة المجلس الدكتورة وفاء طيبة حيث قالت: كنا متواجدين ومشاركين في مجلس الشورى عن طريق المشاركة الأكاديمية في بعض المواضيع ذات العلاقة بالتخصص ومن فترة قريبة توجت تلك المشاركة وسعدنا بالتعيين كمستشارات للمجلس وهذا دليل واضح على تمكين المرأة في عهد الملك عبدالله وترسية وجودها ومشاركتها التنموية وبفضل إيمان قيادتنا بفكر المرأة وقدرتها كان هذا التعيين.
وعن طبيعة العمل الاستشاري الذي تقوم به المستشارات الست في المجلس تقول الدكتورة وفاء: لقد كانت أول مشاركة لنا بعد التعيين هي في لجنة الأسرة والمجتمع، حول موضوع «دراسة مشروع اللائحة التنظيمية لمراكز التأهيل الأهلية للمعوقين». واعتقد أن الاستشارة والمشاركة لن تقتصر على تلك اللجنة ولكنها ستتعداها إلى لجان أخرى حسب المواضيع المطروحة والتي تهم المرأة وإذا نظرنا اليوم للمرأة السعودية بحكم أنها نصف المجتمع وشريك للرجل في بناء النهضة والتقدم نجدها متواجدة في جميع المجالات، وبالنسبة لعدد المستشارات تبين د. وفاء أن العبرة ليست في زيادة عدد المستشارات ولكن الفائدة تكمن في زيادة مجالات وتخصصات أخرى فلدينا متخصصات في الطب، والتربية، والقضايا الإسلامية، والاقتصاد، ونطمح إلى مزيد من التواجد النسائي في تخصصات ومجالات مختلفة.
وعن التواصل عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة توضح د. طيبة أنها مريحة وسهلة وتحقق الغرض حيث هناك ترتيب وتوال في المداخلات وسماع الآراء والمناقشة من خلالها كما أن الأعضاء على قدر من الوعي والتعاون وقد لقيت الأطروحات النسائية تجاوبا وثناء.
وحول مشاركتها الخارجية في برلمان البحرين تقول لقد كانت تجربة جديدة تمت مشاركتنا فيها بالحضور فقط مع أنه كانت هناك ورقة عمل مطروحة حول دور المرأة ووجودها في الجانب