الشباب هم أمل الأمة وعدتها في الحاضر والمستقبل، ولذلك فإن المجتمعات المتقدمة تنفق كثيراً من المال والجهد من أجل الاستفادة من طاقاتهم، والتخطيط لتفعيل دورهم ومحاولة القضاء على البطالة لديهم بشتى الوسائل.
ويتكرر الحديث لدينا عن سلبيات الشباب وعدم اهتمامهم أو لامبالاتهم ونسمع أحياناً من يقول: اتركوا الشباب فإنهم يحتاجون إلى الترفيه والاستمتاع بحياتهم، أو دعوا الشباب يمارسون هواياتهم وسيأتي اليوم الذي يشاركون بالعمل أو يلتحمون بمشاغل الحياة.
لكن المشكلة أن بعض الشباب أصبحوا أكثر تعلقاً بمتابعة الرياضة والترفيه ومشاهدة القنوات الفضائية وسماع الأغاني دون التركيز على ما يفيدهم.
ولاشك أن الهمس والحديث حول الشباب ودورهم في الحياة والمجتمع ينبغي أن يتجاوز ذلك إلى مرحلة الحوار الواقعي بين المسؤولين وبين الشباب، فالشباب يبحث عمّن يصغي إليه ويتفاعل معه، بدلاً من توجيه اللوم واصابع الاتهام.
إن الشباب في بلادنا مابين (15- 20سنة) يشكلون حوالي 60% من نسبة السكان، كما تفيد بذلك الاحصاءات، أي أنهم يشكلون النسبة الغالبة لسكان فلسطين
ونحن في بلادنا الحبيبة نواجه كثيراً من التهم والتآمر والكراهية من الخارج، وخاصة بعد أحداث 11سبتمبر 2001م.
ولقد أكدت تلك الأحداث أننا في مرحلة من تاريخنا المعاصر قد أهملنا بعض الشرائح من الشباب الذين ضاعوا في متاهة الشعارات والعواطف، وأصبحوا فريسة للاحتواء، وشحنوا بكثير من جرعات الكراهية والأوهام وربما ضاعت السبل ببعض من اولئك الشباب.
إن الدول المتقدمة تدين كثيراً لسواعد الشباب وحكمة الشيوخ،أما أن نرى الشباب يطاردون السراب ويتسكعون في الشوارع والطرقات أو يذرعونها بسياراتهم فهذا شيء غير مرغوب.
لابد إذاً من دراسة مشكلات الشباب، والتخطيط والتنفيذ لبرامج مفيدة لهم سواء في المدارس أو الجامعات أو في أي مكان يوجد فيه الشباب.
إن غياب التخطيط لإعداد الشباب والاستفادة من طاقاتهم ربما يؤدي إلى العديد من السلبيات في المجتمع.
إننا في حاجة إلى معرفة مايريده الشباب ثم التخطيط السليم لرسم معالم المستقبل- بإذن الله تعالى- وإتاحة الفرصة له لبناء وطنه، وشغل أوقات فراغه.
وينبغي على الدولة وأجهزتها المسؤولة عن الشباب مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة المعارف، والجامعات، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الإعلام وغيرها.. أن تقوم بدور أكبر من أجل استقطاب الشباب وتفعيل وجوده في خريطة الزمن الحاضر، ورسم دوره في المستقبل.
ويتم ذلك من خلال إتاحة الفرصة له للدراسة والعمل والتدريب والترفيه بشتى الطرق والوسائل.
والله ولي التوفيق.