عدد الرسائل : 22 العمر : 34 البلد : بنها - قليوبية العمل/الترفيه : كلية سياحة وفنادق مزاجي : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
موضوع: عبدالمنعم رياض (1919 ـ 1969م) الثلاثاء 1 أبريل 2008 - 8:32
قائد عسكري مصري، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية.
ولد عبدالمنعم محمد رياض في 22 أكتوبر 1919، في قرية "سبرباي"، إحدى ضواحي مدينة طنطا. وكان والده ضابطاً، هو القائمقام (عقيد) محمد رياض عبدالله، اشتهر عنه الانضباط والأصالة العسكرية. وعلى هذا النهج كان والده يعامل الجميع، حينما كان قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، فتخرج على يديه رجال تبوأوا المناصب القيادية، واتخذ عبدالمنعم رياض والده مثلاً أعلى، وقدوة له.
حصل عبدالمنعم رياض على شهادة الثانوية في القاهرة عام 1936، بمجموع كبير، أهله لدخول كلية الطب، وتحت ضغط أسرته التحق بكلية الطب، لمدة عامين وبرز فيها، إلا أنه كان يهفوا ليكون مثل أبيه، فأصر على ذلك، والتحق بالكلية الحربية، وتخرج فيها في 11 فبراير سنة 1938. برتبة ملازم ثاني.
عُين بعد تخرجه بإحدى بطاريات المدفعية المضادة للطائرات. واشترك في الحرب العالمية الثانية، مع سرايا المدفعية المصرية التي كلفت بالدفاع الجوي ضد الطائرات الإيطالية والألمانية، في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية، خلال عامي 1941 و1942.
وكان شديد الاعتزاز بنفسه، لا يقبل الإهانة من أحد، مهما علا مركزه، وفي الوقت نفسه، كان جم التواضع، سريع الألفة مع الناس، مهما قلت مراتبهم.
وفي 23 ديسمبر 1944، نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية، وكان ترتيبه الأول في التخرج. وفيما بين (19 سبتمبر 1945 ـ 20 من فبراير 1946)، أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات، في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات البريطانية، وبمدرسة المدفعية، في المملكة المتحدة، ونال تقدير الامتياز.
كان عبدالمنعم رياض توَاقاً إلى العلم شغوفاً بالمعرفة، يجيد اللغة الإنجليزية. وقد درس اللغة الفرنسية عام 1952، فأجادها. ثم اللغة الألمانية خلال عام 1953، فاللغة الروسية عام 1954. كما انتسب لكلية التجارة وهو برتبة الفريق، لإيمانه بأن (الإستراتيجية هي الاقتصاد).
عمل خلال عامي 1947 و1948، في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين. وقد أظهر مقدرة عسكرية جيدة، فمُنِحَ وسام الجدارة الذهبي، في فبراير 1949، تقديراً لجهوده. وهو برتبة مقدم، تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، في 1 مايو 1951. وعين في 1 مايو 1953، قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية. وفي أول يوليه 1954، عُيِّنَ قائداً للدفاع المضاد للطائرات، في قيادة سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن أُوفِدَ، في 9 أبريل 1958، إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا في فرونزز، وقد أتمها في 31 يناير 1959، وحصل على تقدير الامتياز، وقد لقب هناك "بالجنرال الذهبي".
بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية، عام 1960، ثم نائب رئيس شعبة العمليات، برئاسة أركان حرب القوات المسلحة، عام 1961. وانتُدِبَ للعمل في القوات الجوية، في 27 يوليه 1962، وأُسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية، لشؤون الدفاع الجوي، فدرس فيها نقاط القوة، ومواضع الضعف في الدفاع الجوي. ووضع - قبل عدوان يونيه 1967 - تنظيماً للدفاع الجوي، يربط بين عناصر المدفعية المضادة للطائرات، وأسلحة الصواريخ، ووحدات المقاتلات، في قيادة واحدة، هي قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، لتحقق سيطرة أكثر فاعلية في الدفاع الجوي.
اشترك وهو في رتبة اللواء، في دورة خاصة بالصواريخ، بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات، ليقف على أدق أسرارها وأشكالها، فقضى الفترة (من 18 أغسطس 1962 إلى 18 يناير 1963) طالباً، حصل في نهايتها على تقدير الامتياز.
وفي 10 مارس 1964، عُيِّنَ رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة.
رُقي عبدالمنعم رياض إلى رتبة الفريق في 21 أبريل 1966. وفي 12 يوليه، من السنة نفسها، أتم دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وحصل على زمالة كلية الحرب العليا، التي كان قد بدأها في 6 مارس 1965.
وعندما عُقِدَتْ معاهدة الدفاع المشترك، بين مصر والأردن في 30 مايو 1967، ووضعت بموجبها قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة، عُيِّنَ الفريق عبدالمنعم رياض، قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان، فوصل إليها في 1 يونيه 1967، مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب، لتأسيس مركز القيادة، والمباشرة بالتخطيط.
وحين وقع عدوان الخامس من يونيه 1967، عُيِّنَ الفريق رياض قائداً عاماً للجبهة الأردنية. وفي 11 يونيه 1967، عين الفريق عبدالمنعم رياض، رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، فبدأ في همة عالية، إعادة تنظيم القوات المسلحة المصرية وبنائها. وفي 1 فبراير 1968 عُيِّنَ - إضافة إلى هذا المنصب - أميناً عسكرياً مساعداً لجامعة الدول العربية. وكان آخر ما أسند إليه، إدارة معارك المدفعية ضد القوات الإسرائيلية، المتمركزة على الضفة الشرقية لقناة السويس، خلال حرب الاستنزاف.
ولَعَلِّ أبلغ شهادة تقدير عن الدارس عبدالمنعم رياض ما جاء في تقرير هيئة التدريس بكلية الحرب العليا، من أنه "أظهر نبوغاً في التحليل العميق الصحيح، لمبادئ الإستراتيجية العسكرية، وفي تطبيقها في مسرح العمليات، ويحاول دائماً الربط بين المبادئ الأساسية والبناء العملي للقوات المسلحة".
وقد استطاع عبدالمنعم رياض بشهادة مدرسيه - في أكبر أكاديمية عسكرية بالشرق- أن يجتاز بنجاح، كل الصعوبات التي تواجه كبار القادة، وتتمثل في استيعاب المبادئ الإستراتيجية، للعقيدتين الشرقية والغربية، مع القدرة على تطبيقهما على مسرح العمليات.
ودفعه تخصصه في الدفاع الجوي، إلى أن يشبع هوايته في تتبع تطور الرادار والصواريخ والطيران، كسلاح دفاعي هجومي، حتى أصبح متمكناً منه، وخاصة من الناحية التكتيكية في الدفاع الجوي. وبذلك سيطرت أمور الدفاع الجوي- بحق- على تقديرات رياض للموقف العربي الصهيوني.
وطالما ردد رياض مبدءاً هو أنه: "لا معركة بدون دفاع جوي، ودعم جوي كاف". وصدق رياض، إذ كتب بعد ذلك عن معركة الأردن، في (يونيه 1967): "لو أُمِّنَ للوحدات الأردنية أقل قدر من الغطاء الجوي، لأخذت المعركة شكلاً آخر". ولقد أيدها معلق عسكري غربي بقوله: "يشكل الخصر الضيق بين قلقيلية والبحر، نقطة ضعف رئيسية في خطوط إسرائيل الداخلية. ولو توافر للقوات الأردنية غطاء جوي، لتقدمت من طولكرم لتهدد خطوط إسرائيل".
بعدما أسند لعبدالمنعم رياض منصب رئيس أركان القيادة العربية الموحدة، حذر من أن إسرائيل تعتمد أساساً على عملية دفاع جوي جيدة، وإنها تحت ستار المظلة الجوية، تحتفظ بجيش بري قليل العدد نسبياً، مع نظام جيد لاستدعاء الاحتياطي، تستطيع معه أن تحشد عدداً مناسباً، يعمل في حماية المظلة الجوية الممتازة. ورأى أن أهم ما يجب أن تواجَه به إسرائيل، هو عمل يشل نظامها الدفاعي الجوي، مع ضرب مراكز حشد الاحتياطي، مع التداخل الإلكتروني. وقد اشترك رياض في إعداد أكثر من تقرير للقيادة العربية الموحدة، ينذر بأن الموقف العسكري في الفترة 1964-1967، سيئ من الناحية الجوية، في بعض دول المواجهة الشرقية مع إسرائيل. إذ يقتضي الأمر الإسراع في التعاقد على شراء الأسلحة الجوية اللازمة لها، والإسراع في إعداد المطارات والخدمات الأرضية، ثم يحتاج بعد توريد المعدات، إلى فترة كافية لتدريب الطيارين والفنيين.
وأعد عبدالمنعم رياض تقريراً عن الموقف قبل عدوان (عام 1967) بأسابيع معدودة، جاء فيه، أن أي تخطيط لمواجهة عسكرية ضد إسرائيل، يجب أن يدخل في تقديره، أن إسرائيل تعتمد على قوات برية قليلة نسبياً، تدعمها بنظام جيد لاستدعاء الاحتياطي عند الحاجة، مع غطاء جوي ممتاز وشبكة مواصلات متقدمة، وأنها تعمل على أن تحتفظ لنفسها بالمبادرة، في حرب انقضاض جوي مفاجئ.. حرب أيام معدودة، ترجو أن تحطم خلالها قوات الطرف الآخر. واستطرد رياض، أن الأمر غير مثبط للهمم، فالدول العربية أقدر على حشد قوات أضعاف القوات الإسرائيلية، وعليها أن تزيد كفاءتها القتالية وتؤمن لها غطاء جوي كافي.
وكان عبدالمنعم رياض يعرف أن في كفتي ميزان القوى العربي ـ الصهيوني، عناصر قوة، وضعف، وأن عليه أن يستغل عناصر قوته، وعناصر الضعف عند عدوه. ولإسرائيل أكثر من نقطة ضعف، كان رياض يبرز بعضها بقوله إن قدرة إسرائيل على الدخول في حرب طويلة أقل من قدرة دول المواجهة العربية. وإن في مجتمعها تناقضات تمتد إلى جميع القطاعات بما في ذلك القوات المسلحة، وكان رياض يستطرد، وهو يمسك بعصاه في وضع رأسي: "لو أردت أن أكسر عموداً، لا أضغط عليه من طرفه الأعلى إلى الأسفل.. أضرب في الوسط ضربة هي الأسهل لتحطيم العمود". ثم يشير رياض إلى خريطة إسرائيل وإلى "خصر النحلة" الذي لا يتجاوز عمقه (17 كيلومتراً)، هي الحزام في وسط إسرائيل.
وكانت أهم عناصر القوة العربية- في رأي رياض- هو النفط سواء استخدم كسلاح للضغط أو كمورد للتمويل، مع موقع إستراتيجي ممتاز، وطاقة بشرية تربو على أضعاف أضعاف الطاقة الإسرائيلية. وكان رياض يركز أيضاً، على ما للعرب من نفوذ أيديولوجي عربي إسلامي في المنطقة الأفرو- آسيوية بصفة خاصة.
فإذا انتقل رياض إلى دراسة نقاط الضعف، في الجبهة العربية، كان محور كلامه هو أزمة الثقة، التي فرضت نفسها على الجو العربي، في كثير من سنواته الأخيرة. وكان يتطلع إلى يوم يتحقق فيه تحالف عسكري عربي، قائلاً: "إن التحالف العسكري، هو أرقى مظاهر التحالف السياسي، بحيث لا يمكن إقامته إلا إذا تقاربت أولاً الاتجاهات السياسية".
ولعبدالمنعم رياض قوله المأثور: "أن تبين أوجه النقص لديك.. تلك هي الأمانة. أن تجاهد أقصى ما يكون الجهد، بما هو متوافر لديك،.. تلك هي المهارة".
كان عبدالمنعم رياض يعرف أن المعركة العسكرية، لم تعد الطريق الوحيد، لتحطيم إرادة العدو، وأن المجال قد اتسعت أبعاده وتعددت، وأن مسؤوليات القائد العسكري تضاعفت تبعاً لذلك، حيث أصبح حتماً عليه أن يدخل في تقديره جميع عناصر الإستراتيجية الكلية، التي تعتبر محصلة لعديد من القوى، ليست الطاقة العسكرية إلا واحدة منها. وكان عبدالمنعم رياض يأمل في أن يكون المناخ السياسي ملائماً، لوضع إستراتيجية كلية تستخدم فيها جميع الإمكانات العربية، عسكرية واقتصادية وسياسية وغيرها، لتحطيم إرادة العدو.
ومن وصايا عبدالمنعم رياض: (ضرورة أن يسبق المعركة، إعداد سياسي عسكري اقتصادي اجتماعي علمي معنوي، تتضافر فيه القوى جميعاً، من أجل تحطيم إرادة العدو).
كان يعرف أن معركة العرب ضد الأطماع الصهيونيه، ليست مجرد عملية عسكرية بين العرب وإسرائيل، وإنما يجب على قائد المعركة أن يُدخِل في الحسبان من هم وراء إسرائيل.
كان عبدالمنعم رياض، يعرف أنه يواجه عدواً لا تقتصر أهدافه يومئذ، على توصيل مياه النهر العربي إلى صحراء النقب، في محاولة لزراعتها، ولاستيعاب ثلاثة ملايين صهيوني جديد فيها، مع بناء مستعمرات جديدة، أو قلاع جديدة، على خطوط المواجهة مع العرب. وكان يؤمن أن دراسة الأهداف الحقيقية لإسرائيل، تمكنه من أن يتنبأ بالكثير عن خططها العسكرية المقبلة، ومن أن يضع خططاً أكثر واقعية لمواجهتها.
أما بالنسبة إلى الإستراتيجيته تجاه إسرائيل، فكان لرياض إستراتيجية شاملة، وليس مجرد إستراتيجية عسكرية. فكان من رأي رياض، أن إسرائيل يجب أن تُوَاجَهَ بمقاومة عسكرية، وأخرى اقتصادية معاً.
ويحذر عبدالمنعم رياض في محاضرة ألقاها قبل شهرين سابقين على عدوان يونيه 1967، بقوله: "لن تكتفي إسرائيل برقعتها الحالية،.. إن الخطوة التالية عندها هي الاستيلاء على الضفة الغربية للأردن، وعلى جنوب لبنان، ولها تطلعات في الإقليمين السوري والمصري … وقد تسعى إسرائيل إلى التفوق النووي، حتى تتغلب على وحدة العرب، وتعوض عن طريق الرعب النووي، التفوق العربي الاقتصادي البشري".
خاض عبدالمنعم رياض أكثر من معركة، وكان أكثر المعارك التي خاضها قسوة معركتان: معركة الأردن في (يونيه 1967). ومعركة إعادة بناء القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة، بعد عدوان (يونيه 1967).
أولاً: معركة الأردن في (يونيه 1967):
في (30 مايو 1967) سافر عبدالمنعم رياض إلى الأردن، ليسهم في قيادة العمل العربي المشترك، في جبهة الأردن- إسرائيل، وهي وقتئذ، أطول الجبهات العربية مع إسرائيل. إذ تمتد مسافة (640 كيلومتراً)، غائرة في قلب فلسطين المحتلة، إلى أبعاد تقترب أحياناً من البحر الأبيض المتوسط، بما لا يجاوز (17 كيلومتراً)، في منطقة أطلق عليها أنصار إسرائيل اسم "خصر النحلة". ويمر خط الهدنة، بالقرب من بعض المراكز الحيوية في إسرائيل، فهي بذلك تشكل منطقة حاسمة في خط المواجهة العربية - الإسرائيلية، إذا وُجِِد فيها حجم مناسب من القوات البرية، ومن الإسناد الجوي، كما أنها تشكل أيضاً نقطة تهديد لخط الدفاع العربي، إذا لم يوجد هذا الحجم المناسب، خاصة إذا ركز العدو قواته في أية منطقة على طول الستمائة والأربعين كيلومتراً، في محاولة لاختراق مفاجئ. وهو الأمر الذي حاولت القيادة العربية الموحدة تفاديه، بأن اقترحت أن تتمركز القوات العربية لدعم الدفاع عن الأردن، على حدود الأردن ذاتها، وليس بعيداً عنها، بعداً لا تضمن القيادة معه، سرعة وصول القوات العربية، إلى مسرح العمليات، فيما إذا تعرض الأردن لهجوم مفاجئ، أو إذا تعرضت قوات الدعم نفسها، لقصف جوي وهي لا تزال في الطريق.
كان عبدالمنعم رياض يقظاً لدقة موقف جبهة الأردن، وهو يعلم، بحكم عمله في القيادة العربية الموحدة، أن الأردن كان سَيَتَسَلم المقاتلات، التي تعاقد عليها مع موردي السلاح التقليديين، على دفعات، ابتداء من سبتمبر 1967، وأن قدرة السرب الأول منها على الاشتراك في القتال، كانت ستكتمل في مارس 1968.
ووقعت معركة الأردن في الفترة من 5 إلى 10 يونيه 1967، وحارب الشعب الأردني كله، ولكن المعركة كانت بغير غطاء جوي، وضد عدو لجأ إلى القصف الجوي، في معركة إبادة. وأعاق القصف الجوي المستمر، وصول قوات الدعم العربي إلى مراكزها، في الوقت المناسب، كما لاقت حركات التعزيز، وتحريك القوات صعوبة بالغة، بسبب تدمير الجسور، وقصف الطرق جواً، دون وصول تعزيزات كافية إلى القدس، عبر خط جسر اللنبي وأريحا، وكذلك دون وصول التعزيزات إلى قطاع نابلس - جنين- طولكرم.
وقد عبّر عبدالمنعم رياض - بوصفه القائد العام لجبهة الأردن- عن معركة الأردن بقوله: "لم يكن في وسع القيادة المتقدمة، التي شكلت قبل المعركة بأيام، أن تفعل أكثر مما فعلت". وفي حديث للملك حسين، ملك الأردن، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أشار إلى مقولة عبدالمنعم رياض السابقة، ثم عقب بقوله: "كنت من رأيه تماماً". ويستطرد الملك قائلاً : "نظراً للطابع الخاص الذي تميزت به معركة الأردن، والتي قادها رياض، كان يصعب على الفريق عبدالمنعم رياض أن يتصرف بشكل أفضل.. لقد بذل قصارى جهده.. لقد جمعتني به أُخُوَة السلاح، ونحن الذين تعاونا معه نعتبره، كلنا صديقاً".
ويشرح عبدالمنعم رياض مبررات تأجيل إصدار قرار انسحاب القوات الأردنية، من جبهة القدس فيقول: "لقد كافحنا حتى أصبح الاستمرار في التضحية انتحاراً". ..ولكن هل كانت التضحية المتوقعة نتيجة تأجيل قرار انسحاب القوات الأردنية من القدس، تساوي الأمل الذي كان يراودنا؟" ويجيب عبدالمنعم رياض: "قطعاً نعم. فالأمل هو مستقبل الضفة الغربية كلها". ويستطرد رياض أنه كان يأمل أن يُصْدر مجلس الأمن قراره بوقف إطلاق النار، والقوات الأردنية، ما زالت بعد على خطوط الدفاع عن الضفة الغربية، أي أن يصدر القرار قبل أن تطأ قوات صهيون، أرض الضفة الغربية.
ثانياً: معركة إعادة بناء القوات المسلحة بالجمهورية العربية المتحدة