الملكه حتشبسوت ..... اللغز

للملكة المصرية حتشبسوت‏,‏ ثلاثة تماثيل تتصدر مكانا متميزا بين مجموعة من التماثيل في متحف المترو بوليتان بنيويورك‏,‏ وهو المتحف الذي اجري به تعديل كبير اوائل السبعينيات لتشييد جناح جديد ليشغله معبد دندور الذي أهدته مصر للولايات المتحدة تقديرا لاسهامها الكبير في إنقاذ آثار النوبة‏,‏ واصبح ذلك المعبد من الآثار المهمة التي يعتز بها المتحف الامريكي الشهير الي جانب المكانة الخاصة لثلاثية رءوس حتشبسوت‏.‏ ورأيت في هذا الاهتمام بحتشبسوت وكان ذلك من‏30‏ سنة شيئا يعود الي ثقافة رعاة البقر المرتبطة بالمغامرة والإثارة والمخاطرة وما اكثر تلك الجوانب في حياة الملكة اللغز والتي لايعرف احد علي وجه اليقين كيف كانت نهايتها‏,‏ واذا ما كان لابن اخيها فرعون التوحيد اخناتون يد في ذلك؟

تذكرت حتشبسوت وحكاياها وانا أقرأ خبرا صحفيا يقول انه تم اكتشاف مومياء الملكة حتشبسوت‏,‏ وأتصور انه سيتم الإعلان عن ذلك بعد اجراء عمليات ترميم المومياء وربما المزيد من التأكد ايضا‏.‏

ومن الحكايا الحزينة والمرعبة المرتبطة بحتشبسوت والتي لادخل لها بها‏,‏ لانها جرت بعد اختفائها بنحو‏3500‏ سنة‏,‏ المذبحة البشعة التي جرت في اشهر معابدها‏,‏ وهو الموجود بالدير البحري بالاقصر في العقد الاخير من القرن الماضي وروح ضحية له عديد من السياح وكان قتلهم متضمنا التشويه وبقر البطون‏,‏ وهي واحدة من ابشع جرائم الارهاب التي جرت في مصر واثرت علي السياحة لبعض الوقت‏,‏ وقد يكون بها شيء من لعنة المذابح والتشويه التي جرت في اواخر عهد الملكة حتشبسوت والتي شملت الكثير من آثارها ووجوهها المرسومة والمنحوته وقام بالكثير منها انصار ورجال تحتمس الثالث اي اخناتون فرعون التوحيد من خلال القوة المختفية وراء قرص الشمس آتون‏.‏

لقد احاط الكثير من الغموض تلك الملكة التي اتخذت لنفسها سمت الرجال ووضعت علي صورها ووجوهها المنحوتة الذقن المجدول رمز ملوك الفراعنة‏.‏ ويبدو ان ذلك كان وراء اختيارها لموقع معبدها بالدير البحري في هذا المكان بالذات‏,‏ لتوسطة المنطقة بين مقابر الملوك ومقابر الملكات‏,‏ ولكنها مع ذلك لم تدفن به‏,‏ اذ وجد تابوتها فارغا من مومياءها عند اكتشافة‏.‏

حتشبسوت‏:‏ لها عشاق كثيرون في المعاصرين‏,‏ منهم العالمة الفرنسية سوزان راتيه التي كانت من اشهر أطباء مدينة ليون ولكنها اغلقت عيادتها وهجرت الطب بعد ان عشقت آثارنا‏.‏ فقد تفرغت لدراسة علم المصريات وتخصصت في حتشبسوت حيث نالت عنها درجة الدكتوراه من جامعة ليون ونشرت عنها العديد من المقالات العلمية والكتب ومنها‏:‏

حتشبسوت‏..‏ الملكة الفرعون

وقامت بترجمته عن الفرنسية و الاديبة الباحثة المصرية فاطمة عبدالله محمود واصدرته الهيئة المصرية للكتاب‏.‏

جاء في الكتاب‏:‏ انه لم يعثر علي مومياء حتشبسوت عند اكتشاف خبيئة الدير البحري عام‏1881,‏ وكانت هذه الخبيئة تحتوي علي معظم مومياوات الملوك‏,‏ وعثر علي تابوت مزدوج باسم ماعت كارع وطبلة تدعي منتومحاتب‏,‏ وكان يحتوي علي مومياء امرأة وطفلة ولدت متوفاة وماتت وهي رضيعة‏.‏ ولكن لم يكن الأمر هنا يتعلق بحتشبسوت‏.‏ ولقد كانت مومياء هذه المرأة الملكة بنفس الاسم وعاشت بعد عهد حتشبسوت خلال الاسرة الحادية والعشرين‏,‏ ومن المؤكد انها لقت حتفها‏,‏ وهي تلد الطفلة‏,‏ ولقد عثر ايضا في نفس المكان علي جثمانين لامرأتين قد نزعت عنهما شرائطهما وربما كان احدهما خاصا بحتشبسوت‏.‏ وكان هناك أيضا صندوق لا اسم عليه يحتوي عليه بعض الاحشاء وكبد آدمية‏.‏ وربما كان ذلك من متبقيات الاواني الكانوبية الخاصة بالملكة‏.‏

ولكن كل ذلك ظل مجرد تخمينات واستمر الغموض والابهام حول نهاية حتشبسوت

تري اي من البقايا سيكون هو مومياء حتشبسوت‏..‏ ام انها ستكون مومياء تم العثور عليها بعيدا عن الدير البحري؟‏!