رحلة المستقبل تبدأ بخطوة الاختيار السليم.
لا شك في أن اختيار المهنة له أهمية بالنسبة للفرد و المجتمع و المهنة وسيلة لخدمة الآخرين و كما أنها وسيلة لخدمة الذات إذ أن المرء يشعر معها بأن له قيمة و أنه ذو منفعة للأشخاص من حوله.
و إن فشل الإنسان في مهنته أو عدم صلاحه لها يؤدي إلى عدم رضا و إلى قلق داخلي لذلك إن اختيار المهنة الصحيحة هو الطريق الأسلم لمهنة سليمة و مستقبل أفضل و إلى راحة نفسية أفضل.
و تعتبر المهنة هي الغاية التي إليها ينتهي الشاب فيصبح عضوا فاعلا في المجتمع و مستقلا عن أسرته و هذا ما يعتبر ميدانا فسيحا لأحلام المراهقين و المراهقات .
و قد اهتمت الدول حديثا بقضايا التوجيه المهني اهتماما كبيرا حتى أصبحت له مؤسسات كبيرة و دور واسعة مجهزة بأحدث الأجهزة التي تساعد الشباب في اختيار المهنة الصحيحة لهم و بما يتوافق مع قدراتهم و مهاراتهم و أحلامهم.
استكشاف عالم المهنة:
اختيار المهنة ليس أمراً سهلاً حتى و لو كانت لدى الفرد فكرة واضحة عن مميزات شخصيته و قدراته و ميوله فعلى الشاب إجراء 4 خطوات قبل القبول بمهنة ما:
الخطوة الأولى:
استعراض المجال المهني كله فالشاب قد يختار مجالاً مهنياً معيناً لأنه هو المجال الوحيد الذي له معرفة واسعة به. و لكن اختياره يكون أقرب إلى الصواب لو انه كان ملماً بالفرص التي تتوافر في مجالات أخرى و لذلك تكون دراسة مجموعة متنوعة من المهن وسيلة إلى تبصير الشباب بالمهنة المناسبة له.
أيضاً من فوائد هذا الخطوة أنها تكشف للشباب عن أوجه الشبة بين أنواع الأعمال التي تبدو متباينة في ظاهرها و من شأن هذا أن يساعدهم على تبين نمط العمل الذي يروق له و يكون في مستوى قدراته.
الخطوة الثانية:
دراسة تفصيلية لطبيعة العمل و مؤهلاته و شروطه التي تستلزمها مهنة بذاتها او مجال من المهن التي يشعر الشاب أنها خير ما يناسبه و متى تعرف الشاب على عدد وفير من المهن المتنوعة أمكنه أن يتناول بالدراسة كل التفاصيل و الدقائق للمهن التي يشعر في نفسه بالميل القوي نحوها.
الخطوة الثالثة:
التعرف على نوع المعلومات التي يجب عليه معرفتها عن المهنة التي يميل لها:
ما هي طبيعة العمل، ما نشاط العمال و واجباتهم و مسؤولياتهم في هذه المهنة؟
ما هي القدرات العقلية الخاصة المطلوبة لها؟
ما هي المؤهلات التعليمية و التدريب اللازم؟ هل تتطلب المهن تعليم أولياً أم ثانوياً أم فنياً عالياً؟ ما هي المدة اللازمة للتدريب الخاص فيها؟ و كم تكلف؟
كيف يمكن الالتحاق بهذه المهنة؟ هل هناك امتحان يؤدى؟ و من يجريه؟ هل هناك مكاتب أو نقابات للتوظيف فيها؟
هل هناك قيود في هذا العمل؟ هل يتفق كل من السن و الحالة البدنية و المظهر الخارجي و الجنسية مع شروط المهنة؟
ما هي شروط العمل؟ و عدد الساعات؟ هل يتضمن العمل ساعات إضافية؟ هل هناك مواسم يكثر فيها العمل؟ هل تحيط به مخاطر بدنية أو إجهاد عقلي؟
ما هي حالة العمل أو البطالة في هذه المهنة؟ هل يتفاوت الطلب عليها من موسم لأخر؟ هل هي اكثر رواجاً في جهات معينة من البلاد، و ما مدى الإقبال عليها؟ هل أهمية المهنة متزايدة أم متناقصة؟
ما هو دخلها المتوسط؟ و ما هي فرص الترقي فيها؟ هل مستقبلها مضمون؟ هل لها معاش تقاعدي أو مكافئات عند الاعتزال؟ و كيف يتم الترقي فيها؟
كيف تقدر هذه المهنة باعتبارها مهنة الحياة كلها؟ هل تسهم في النهوض الاجتماعي و رغد العيش؟ و ما تأثيرها في حياة الشاب الخاصة؟
الخطوة الرابعة:
التعرف على مصادر هذه المعلومات عن المهن:
مقالات عن المهن في المجلات و في النشرات التي تصدرها الاتحادات و المؤسسات المهنية.
الكتالوجات و المعلومات التي تصدرها مدارس للتدريب الفني و الصناعي و التجاري.
نشرات الإعلان و التي تسوق في الأصناف اللازمة لهذه المهنة خصوصاً في الصناعات اليدوية و الثروة الحيوانية.
النشرات التي تصدرها الحكومة و مكاتبها مثل وزارة التربية و وزارة العمل و العمال و مراكز الإحصاء و الغرف التجارية..الخ.
التحدث إلى القائمين على المؤسسات المهنية و مكاتب الاستخدام.
التحدث إلى العاملين في مجالات التوجيه المهني و المشرفين.
متابعة المحاضرات العامة للخبراء في هذه المهن.
متابعة البرامج الإذاعية و التلفزيونية التي تبحث في مشاكل المهن.
الزيارات الشخصية للمكاتب و المصانع و ورش العمل.
العمل المؤقت في إحدى المهن خلال الدراسة و في العطلات.
و هكذا نجد أن دراسة المهن تعطي الشاب فكرة عن عالم العمل كوحدة كلية و تقدم له صورة عن الشروط و المؤهلات اللازمة لعدد من المهن التي هي تحت نظرة و موضع اهتمامه و من ثم مقارنة مميزاته الشخصية بمتطلبات هذه المهن منقول