يمكن الادعاء بأن ليس للمواطن الاسرائيلي العادي خيار. فاذا ما حاكمنا الامور حسب التقارير عن جلسة الحكومة الاخيرة، التي حضرها قادة أجهزة الامن، فكل اسرائيلي حر في أن يختار بين الموت بقسام وغراد في الجنوب وبين الكاتيوشا في الشمال و/أو الصواريخ من سورية التي يمكنها أن تصل الي أي مكان من المطلة وحتي ايلات.
وبهذا لم ننته. في كل ما يتعلق بالسوريين يمكن للمواطنين في اسرائيل ان يقرروا في كيفية تصفيتهم: موت باصابة فتاكة بصاروخ تقليدي، خنق بصاروخ كيماوي، او أن يموت ببطء بصاروخ بيولوجي.
لا تقلقوا، لم نستنفد بعد كل الخيارات. حسب صحيفة هآرتس ليوم أمس فان هناك احتمالاً جيداً في أنه حتي قبل سقوط الصواريخ، سنموت عطشا، إذ ان بحيرة طبرية تجف. وكما قيل في العناوين الرئيسية الكبري في سطرين علي ستة اعمدة: اسرائيل تقف علي شفا أزمة المياه الاكثر حدة منذ عقد .
البديل، وهنا ايضا حسب هآرتس من يوم أمس، هو أن البيت سيسقط علي رؤوسنا في هزة أرضية. الصحيفة تحذر، إذ في البلاد تجري هزة أرضية خطيرة مرة كل 80 ـ 90 سنة والهزة الاخيرة كانت قبل 81 سنة، بحيث أنه لم يتبقَ لنا علي أبعد حد سوي تسع سنوات الي أن نُهدم. وهذا يعني انه اذا لم تهدمنا الصواريخ قبل ذلك ولم نمت بالعطش.
حتي هنا التوقعات المتفائلة. اذا صدقنا وسائل الاعلام فان كل من سينجو من الصواريخ، العطش والهزة الارضية، يمكنه أن يموت موتا بطيئا باشعاع قنبلة نووية، الا اذا كان يوجد قريبا من مكان سقوط القنبلة، فانه عندها لن يعاني شيئا.
ولا غرو في ضوء هذه التوقعات ان يرغب اناس كثيرون في الهجرة من البلاد. ولكن لا احتمال في أن يصلوا احياء الي مقاصدهم.
عنوان رئيسي في يديعوت احرونوت يحذر من أن مجهولا رش كلمتي الموت لليهود في طائرة العال. وتخشي محافل الامن من أن من يكتب شعارا كهذا داخل الطائرة يمكنه ايضا ان يضع قنبلة فيها. تصوروا يهوديا نجا من كل المشاكل في البلاد، يصعد الي الطائرة ويسقط في البحر لان المسلم الذي أمل بالموت لليهود حقق نواياه.
هذا ما يسمي دعابة شجرة الشنق . فما العمل رغم ذلك؟ إذ لا يمكن العيش هكذا.
كتحصين اولي، يمكن تخفيف حدة وسائل الاعلام في تنافسها علي خلق الفزع لدي الجمهور. صحيح أن اليهود الذين لم يحذروا من خطر النازية، دفعوا علي ذلك الثمن بحياتهم. ولكن هل جملة من كلمتين بالعبرية تبرر عنوان رئيسي يثير الفزع في الصحيفة الاكثر انتشارا في الدولة؟ هل هذا كل ما لديها لتقوله لتهدئة الخواطر؟ أولا اضيف انا الي الفزع لاني احذر من ذلك؟
لست ضامنا الا تقع هزات أرضية. ولكنبالنسبة لخطر الابادة لدولة اسرائيل علي ايدي اعدائها، يمكنني ان اضمن الا يحصل هذا.
من المعقول الافتراض انه ينتظرنا المزيد من الحروب. سيكون دمار وندفن ضحايا. ولكن يوجد حدود لا يمكن لأي زعيم عربي او رئيس ايراني ان يجرؤ علي الوصول اليها.
كان سيسر الاسد هدم تل أبيب، واحمدي نجاد يهدد بشطب اسرائيل عن الخريطة. ولكن الاسد ليس معنيا بأن تباد دمشق، وكذا احمدي نجاد لن يخاطر باختفاء طهران. مهما كانا مجنونين، متعطشين للدماء، متزمتين، فانهما لن يضحيا بكل عزيز عليهما كي يبيدا الكيان الصهيوني .
هذا يسمونه ميزان رعب . وقد نجح هذا في المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في عهد الحرب الباردة، وهذا سينجح ايضا في المواجهة بيننا وبين اعدائنا.
منقول