رغم بشاعة الجرم الإرهابي الذي أقدمت عليه عصابات أرييل شارون باغتيال خمسة من رجال الأمن الفلسطيني وهم نيام، حيث قتلتهم لتختلط دماؤهم مع الخبز ولوازم فطور الصباح، وبدلاً من أن يستيقظ الرجال الخمسة في صباح الاثنين نقلوا جثثا إلى ثلاجة الموتى تاركين الخبز والجبن والزيتون مختلطا بالدماء الزكية كصورة مأسوية تظهر للعالم أجمع.. وللمطالبين بوقف العنف الفلسطيني.. من هم الضحايا الحقيقيون.. ومن هم الجلادون الذين يغطون عليهم برفع الاصوات إلى حد الصراخ بوقف عنف الفلسطينيين الذين يذبحون وهم نيام.. وأطفالهم الرضع ثقب صدورهم الرصاص.. ومنازلهم تزيلها الجرافات ومزارعهم تجرفها المعاول والآبار تردم.. ومع هذا تتواصل مطالب واشنطن وعواصم الغرب بوقف العنف الفلسطيني.
نقول رغم بشاعة الجرم الإرهابي الإسرائيلي، إلا أن القادم سيكون أكثر بشاعة إذ إن سكوت العالم الحر، والأسرة الدولية المتحضرة على وجود مجرم حرب محترف على رأس حكومة تسير الأوضاع في واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط، يجعلنا نتوقع أعمالا إجرامية أكثر بشاعة.. وأكثر إرهاباً فالذي يوجه جنوده إلى قتل الاطفال الرضع وقتل الصبيان وتخريب المنازل والمزروعات ودفن الآبار، ماذا يتوقع منه؟!
.. هل يتوقع العرب والمسلمون وقبلهم الفلسطينيون من شارون أن يتخلى عن طبعه ونهجه وسلوكه؟ فهذا المجرم يتلذذ بقتل العرب الفلسطينيين كما يتلذذ الحيوان المفترس بلعق دماء فريسته، وعلى الذين طالبوا بإعطائه الفرصة بعد انتخابه رئيساً لحكومة إسرائيل، وأعلنوا ذلك في تصريحات ونشروها في الصحف، وأعلنوها في الإذاعات ومحطات التلفاز أن يكونوا شرفاء واصحاب مواقف ليعلنوا بوضوح وبنفس الاسلوب الذي اتبعوه في دعوتهم منح الفرصة لشارون.. ويطلبوا الصفح والمعذرة من الشعب الفلسطيني الذي يدفع الآن ثمن نصيحتهم، شهداء بالمئات وتدميراً كلياً للبنية
التحتية الصحية والإسكانية والحياتية، فالفلسطينيون الآن مهددون في حياتهم ومعاشهم وحتى المياه التي يشربونها أصبحت متعذرة ومزارعهم معرضة للتخريب والتجريف.. فماذا بقي للفلسطينيين.. وأين ذهب الذين كانوا يطالبون بإعطاء شارون الفرصة للحكم عليه بعد أن يروا أفعاله..
أفعال شارون خسة وجرائمه الإرهابية متواصلة مع هذا لايزال الصمت فحتى الإدانات لاوجود لها في زمن يطالبون به الضحية دفع ثمن رصاصات الاغتيال لجلادها.
* غداً مواعيد العمليات الاستشهادية.
منقول