الصور او الرسومات تختزل الكلمات، وصورة خير من ألف كلمة. إن الواقع الأليم الذي تعبر عنه الصور والرسومات التي تصلنا من غزة والضفة لا تعبر عن قتل الأطفال الأبرياء دون رحمة فحسب، بل تشير وبكل وضوح إلي قتل فرص الاستقرار والأمن والسلام. ونحن نعلنها صرخة عالية مدوية أمام الضمير العالمي الغارق في سباته العميق! كفوا عن الاستهتار بدماء أطفال فلسطين! انهم اقدس من كل تاريخكم وحاضركم ومخططاتكم! ولتذهب المصالح الاستراتيجية إلي الجحيم! الطفولة والأطفال ليسوا علب طلاء لدهن الشواع والطرقات وعتبات البيوت بالأحمر القاني! افتحوا كتب الأدب والتاريخ والطب والهندسة الوراثية وعلم التنجيم وعلم النفس وأدب الأطفال ستجدون عن أطفال فلسطين المعلومات التالية:
انهم ملائكة جاءوا إلي هذا العالم ليلعبوا بتراب أحيائهم وحواكير قراهم.
جاءوا ليحملوا الزوادة ليهرولوا بفرح إلي الروضة وصف البستان.
جاءوا ليسمعوا كلام المعلمة الناعم وهي تقص عليهم قصة ليلي والذئب.
جاءوا ليتعلمو: ا أ ب ت ث ج ح خ د وباقي حروف العربية.
جاءوا ليركضوا إلي بيوت جداتهم ليحصلوا علي النقود والحلوي.
جاءوا ليحتفلوا بالعيد كما يحتفل كل أولاد العالم بأعيادهم.
جاءوا ليركضوا وراء جرو صغير يعدو بين الأزقة والحواري.
جاءوا ليقهقهوا ليرقصوا ليغنوا ليشاهدوا الصورالمتحركة والمغامرات العجيبة.
أيها النائمون في حلمكم الاسطوري:
اخرجوا من الدبابات.
لعل العشب الأخضر يذكركم بالسلام.
اخرجوا من الصاروخ.
لعلكم تشاهدون الخوف والموت في وجوه الأطفال.
اخرجوا من الثكنات العسكرية.
فخلفكم مباشرة سترون مجموعة أطفال في الحديقة العامة تبني بيوتاً من الطين.
اخرجوا من بدلاتكم العسكرية واوسمتكم.
وارتدوا ثياب الرياضة.
فقد قسم الأطفال أنفسهم إلي فريقين كي يلعبوا كرة القدم.
اخرجوا من عقدة المطارد.
فليس خلفكم من أحد سوي ظلالكم وفريق من الأطفال يبحث عن كرته المتدحرجة وراء التل.
اخلعوا خوذاتكم.
ففي زمن السلم لا تصلح الخوذات العسكرية الا لأبراج الحمام كي تبيض الحمائم فيها بهدوء.
اخرجوا من فوهة البندقية.
كي تشاهدوا مدي امتداد الغيمة في السماء.
العالم اكبر من ان تحتويه هذه الفوهة الخرساء اللئيمة.
لا تحولوا العالم إلي مقصلة لدرب الطفولة الصباحي ولحلمه المسائي.
أطفال الضفة وغزة دماؤهم حمر كباقي أطفال العالم.
امنحوهم فرصة ليعيشوا.
ليكونوا رسامين وممثلين ومنشدين.
ليكونوا عمالاً وحرفيين بارعين، يبنون وطنهم ودولتهم العتيدة.
ليكونوا أطباء ومحـــــامين ومدرسيـــن ومهندسين.
ليكونوا آباء وأمهات كما احببتم ذلك لأولادكم.
أنا أريد أن أخبركم بسر عظيم: أطفال فلسطين يحبون بينوكيو وسندريلا والسنافر والبوظة ويلبسون بناطيل الجينز ويتسللون الي الانترنيت ليدخلوا مواقع الألعاب. هذا السر الخطير لا تعرفه الفضائيات الاجنبية والمعادية لأنه مادة غير اجبارية في مناهج وميكروفونات الاعلام المجند!
وا فضيحتاه!!
وا فضيحتاه!!
لمن لا تهز مشاعرهم دماء الأطفال الزكية المراقة في فلسطين!
? مدير موقع ادب الأطفال العربي في الانترنيت
منقووول